Saturday, April 29, 2006

 
.. بيني وبيني

متكأ على جدار الغرفة المعتمة
! يقبض بكفيه على بقايا من أشعة تركوها
على أشباه نساء
وأنسال من فراغ
يتحين الحبر
ليرسم كلاما بأصوات هامسة
أصوات تنادي بؤسه الأزلي
!وتدعوه للفناء

.. يهدهدك السؤال
يجرك مضرجاً بعرق الشهوة
.. يسألك هو عنهن
.. واحدة .. واحدة
تلجأ بغباء محموم .. لغبائك
كمارد .. تنتفض.. تزأر
.. فيأكل النوى من كبدك
في هذه البقعة النائية .. ستبقى
.. مهموماً بالانتظار المجرد
.. بالانتظار القاطع
ليهدهدك السؤال ..
تزأر .. تنتفض
تبكي
....
هذه الألوان الزاهية
أمامك .. أنظر
هي ملك للصمت .. لألوان أخرى لا تعرفها
هي اسمك الذي لم تختره
هي قدرك السري
هي المرأة السمراء في منامك
هي الصدفة الحتمية
أتذكر؟
كانت هناك منذ الأزل
منذ اعتنقت سفرك
إلى حيث أنت
تقبع في الغرفة المظلمة
مهموم بنقائك
تقبض بكفيك على الحبر
على البقايا
على الجدار
!على نفسك

Comments:
خاطر

هذا اجمل نصوصك على الاطلاق
نص يعيد فرز التفاصيل ليستقر على حزن وحيد ... الحزن في شكله البدائي الاول

اعرف سيدي ما تشعر به ..
هم النقاء ... لطالما كانت هذا ديدني ... النقاء رغم انني لست مجبرا عليه

شكرا خاطر .. شكرا لعتمة الغرفة التى اضاءتك
 
كانت = كان
 
إلا نبيذي،

يبدو بأني عجزت عن الرمز في هذا النص تحديداً، ليتحول الانطباع إلى قصيدة حب دافئة.. هذه مشكلتك ، أو مشكلتي عندما تقرأ نصوصي، يمكنك وبسهولة أن تختصر قصيدتي وتكتشف حزنها/حزني الأول ببساطة .. حريتني :)

سيظل نقاءك ديدنك، ويظل المنارة التي تقتفيك وتعيدك إلى الشاطيْ، هذا الحوار الأزلي يشحذ روحك.. يبقيك دائماً على مسافة ثابتة منها .. رغماً عن نزقك وشرك وشياطينك .. وحبك وغبائك وشبقك .. ستظل مهموماً بنفسك، تغير المقهى كل يوم ولكنك تختار الزاوية ذاتها .. الكرسي ذاته .. وتبحث عن المرأة ذاتها ..

إن قرأت النصوص القليلة في مدونتي، ستراها متشابهة جداً.. تحمل حزناً واحداً .. إمرأة واحدة .. وتختلف في رقصها .. يحررني الرست حياناً، وأخرى يحبسني الكرد برخصه .. وتبقى هذه النصوص تحملق في بالوجه الغبي إياه .. تضحك مني .. ومنها!

لهذا أحب نصوصك جداً.. تحررني من الأسئلة وتكبلني على الكرسي نفسه .. أنا وهي .. ولحظة شره .. تتقلص عندها الاحتمالات إلى إمرأة واحدة .. نهدين فقط .. وبين أبياتك يحضر فاغنر بسهولة.. ليهز كرسيك بقوة .. يستخلص المشهد ثورتك ويتركك خائرا بحاجة إلى مجة سيجارة ..

ابق عاشقاً ..

ملاحظة: إن أسعفك الوقت، اقرأ في الصفحة 34 من القبس عدد اليوم الأحد نصاً لفتاة تدعى بثينة العيسى، أنا لا أعرفها، تصفحت رواية لها في معرض الكتاب العربي ببيروت قبل عدة أشهر بالصدفة.. وعلمت بأنها لا تتجاوز من العمر 23 عاماً.. نص جيد وربما يكون لهذه التجربة فرصة جيدة .. وقولي رايك :)
 
يتحين الحبر
ليرسم كلاما بأصوات هامسة
أصوات تنادي بؤسه الأزلي
!وتدعوه للفناء

That's what I do every night ..

خاطر


هل تعلم كم أن نصوصك تلامس شيئا فيني -فيه - فيها؟

فينا ؟


Thank u !
 
broke

تعليقك يشبه الخدر الذي يصيب خدي بعد الكأس الرابعة .. :)

شكراً لك
 
هذه الألوان الزاهية
أمامك .. أنظر
هي ملك للصمت .. لألوان أخرى لا تعرفها
هي اسمك الذي لم تختره
هي قدرك السري
هي المرأة السمراء في منامك
هي الصدفة الحتمية
أتذكر؟
كانت هناك منذ الأزل
منذ اعتنقت سفرك
إلى حيث أنت
تقبع في الغرفة المظلمة
مهموم بنقائك
تقبض بكفيك على الحبر
على البقايا
على الجدار
!على نفسك



اسمح لي يا خاطر .. ما من وسيلة للتعليق
على نصك سوى الاقتباس و تأمل النص من جديد

التأمل التأمل التأمل .. هو كل لدي
و بمقدوري عندما أكون هنا .. فلا يمكنني مجاراتك بالكلام .. او حتى التصفيق خشية
أن أخدش للنص سكونه و خشوعه

دمت شاعرا يعزف الالحان على سلم الحروف
و سنبقى خلف صمتنا و جروحنا متابعين
:
:
تفويض الفضفضة .. هو المسطلح الذي خرج
معي و أنا أحاور صديقا بخصوص نصك

شكرا و سامحنا على كثر الكلام

سلام
 
طائر بلا وطن

هذا كثير يا سيدي :)

تحياتي
 
يا للوحشة! كيف لنا أن نعبر العدم؟ هذا الفراغ الذي نحدق فيه فلا نجد غير شهوة عصفور نسي التحليق، آه لهذا الوله الذي لا يكف يذكرني ... هناك .. في الأفق ينتظرنا الموت!
 
Jubran

ينتظرنا الموت .. ليبدأ عدم آخر .. أو هل يبدأ؟

تحياتي
 
أقرا بصمت وامتنع عن التعليق ربما لأني أعجز عن تفسير بعض ما تكتبه أو لأني أكتفي بتفسير ما ترسمه وفقا لواقعي في محاولة مني لاضافة بعض الجمال والسحر عليه...

هذيانك يبقى معي .. أحاول استذكاره في كل مرة ألاقي فيا الآخر..
 
Anonymous

تواصلك يهمني جداً .. وهذا سحرك يا سيدي ، ما أكتبه شخابيط :)
 
رائعٌ هذا النّص يا خاطر. جميل كمعتنقي السّفر، يمضون ويخلّفون ذكرى الطّيف وطيب الرّائحة...
 
Eve

شكراً لإطرائك ، هذا نص أحبه جدا
 
Post a Comment



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?