Saturday, April 29, 2006

 
.. بيني وبيني

متكأ على جدار الغرفة المعتمة
! يقبض بكفيه على بقايا من أشعة تركوها
على أشباه نساء
وأنسال من فراغ
يتحين الحبر
ليرسم كلاما بأصوات هامسة
أصوات تنادي بؤسه الأزلي
!وتدعوه للفناء

.. يهدهدك السؤال
يجرك مضرجاً بعرق الشهوة
.. يسألك هو عنهن
.. واحدة .. واحدة
تلجأ بغباء محموم .. لغبائك
كمارد .. تنتفض.. تزأر
.. فيأكل النوى من كبدك
في هذه البقعة النائية .. ستبقى
.. مهموماً بالانتظار المجرد
.. بالانتظار القاطع
ليهدهدك السؤال ..
تزأر .. تنتفض
تبكي
....
هذه الألوان الزاهية
أمامك .. أنظر
هي ملك للصمت .. لألوان أخرى لا تعرفها
هي اسمك الذي لم تختره
هي قدرك السري
هي المرأة السمراء في منامك
هي الصدفة الحتمية
أتذكر؟
كانت هناك منذ الأزل
منذ اعتنقت سفرك
إلى حيث أنت
تقبع في الغرفة المظلمة
مهموم بنقائك
تقبض بكفيك على الحبر
على البقايا
على الجدار
!على نفسك

Tuesday, April 25, 2006

 
.. زنزاناتهم

ثلة من حراسها
تنز عنهم زبدة التفاصيل
يفاخرون بأمجاد منسوجة من كلام
ويمضون غير آبهين بعتمة النهار
تتواتر طقوسهم كانقشاع المعنى بعد الترتيل
ويبقى صدقهم ناصعاً
!كما الصدق

لماذا تقصدهم تلك الطيور
لتبني أعشاشها بين قوافيهم
وتحفر بمناقيرها الصلبة أبوابهم القديمة المذهبة؟
، وهم يشاهدون
تعلو شفاههم السوداء انحناءة تشبه البهجة
! وتبدو أياديهم كمن يمسط قبضة من الغيم
أتراهم يرحلون؟
أم يبقى في حناجرهم ذلك الصوت المبحوح غناءً
ليقولوا ما عجزت عنه السماء
بالسذاجة عينها
بحروف تتملكها رغبة الأنبياء
..

لن يتركوا زنزاناتهم المقدسة
.. تيقن
ستبقى حروفهم المحلقة
تنسل ليلاً غير الليل
ونهاراً لا يشبهه نهار
وعندما يحين ذاك اللقاء الأسطوري
سيمارسون رقصهم المجنون ثانيةً
وسيحيلون اللغة وحشاً
يمزق بمخالبه تلك الصور البالية
ستعم الألوان سماءهم البيضاء
وستكسو الجبال ثلوج بزرقة النار
عندها فقط ستتجمع الآلهة
: لتسأل ساباتاي
هل نال منك الندم؟
قبلت بالوهم
بقدح من الشاي البارد
وبكرسي يتكئ على فراغ
يمرق من صوبك الوقت ولا يراك
يبصق على جبهتك الورق
.. انزل
شاركهم ردحهم و تناسى للحظة مسكينة، شؤمك
واطلق ما تبقى من جسدك القاسي
في عنان الغباء..
...
انهم باقون
وانت فلا محالة
سيأكلك الزهق
! لا محالة

This page is powered by Blogger. Isn't yours?